+96 478 4040 4700 اتصل بنا

info@tareeq-alrahma.org

 

قرآنيات

 آيات بينات في الصدقات والزكاة

(1): خطاب القرآن الكريم لأولي الفضل والسعة

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ‌مَا ‌زَكَى ‌مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

ومن هذه الآية نفهم أمور:

الأول: الله تعالى هو الذي يزكّي نفوس عباده (ولكن الله يزكي من يشاء).

ثانيا: التزكية هي الدعم الروحي الذي يرتقي بالنفس بحيث لا تتبع خطوات الشيطان الآمرة بالفحشاء والمنكر.

ثالثا: تزكية النفس من فضل الله ورحمته (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما ‌زَكَى منكم من أحد).

رابعا: (ولا يأتل) أي لا يمتنع أو يقصر (أولو الفضل منكم والسعة) أي الذين في أموالهم زيادة عن الحاجة، يقال: أنفق مما فضل من ماله على الفقراء.

خامسا: مهما حصلت من مشاكل أو أخطاء من المحتاجين، فعلى المنفقين ان يعفوا ويصفحو، ففي النهاية كل الناس خطائين، والكل محتاجين إلى العفو بما فيهم المنفقين والمحتاجين.

للإِنفاق في سبيل الله اضغط هنا

(2): هكذا تجعل صدقتك بيد الله وليس بيد المحتاج

﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٠٢) ‌خُذْ ‌مِنْ ‌أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٠٣) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٠٤) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

ونفهم من الآيات أمور:

الأول: أن الصدقة تطهر الذنوب، والزكاة تنقي العمل الصالح مما اختلط به من السيء.

الثاني: أن الصدقة والزكاة سبيل الله ليتوب على المذنبين والمخلطين في اعمالهم.

الثالث: أن الصدقة والتطهر تؤهل الانسان لينال حظا من صلاة النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) على المؤمنين.

الرابع: أن الصلاة من النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) تنزل السكينة في النفس، والسكينة هي من درجات الاطمئنان في الإيمان.

الخامس: أن الذي يأخذ الصدقات هو الله نفسه.

الصدقة التي يأخذها الله، هي الصدقة الذي يضعها المتصدق في يد المحتاج لله، لا لحاجة أخرى في نفسه، يعني: يبتغي بها وجه الله ولا يبتغي بها شكر المحتاج أو الرياء بأن يقال فلان كريم في انفاقه. المحتاج وسيلة المنفق للتقرب إلى الله، فالمتصدق احوج للانفاق من المحتاج نفسه.

قيل: جاء رجل صالح الى السوق فرأى شخصاً متعففا يقف جانبا لا يسأل الناس إلحافاً، فذهب إليه وأخرج مما عنده من المال واعطاه قائلا: خذها يا أخي ليس لك (ويقصد بذلك أنه أعطى صدقته لله لله تعالى).

فنظر إليه الرجل ومدَّ يده واخذ العطية وقال: هاتها يا أخي ليس منك (ويقصد أنه أخذ من الله تعالى الذي رزقه وليس من الشخص المنفق).

لقد كان كلاً منهما عارفا بما يقول وما يفعل. فلنعرف ما نقول وما نفعل أيضا.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(3): اخراج الزكاة لتزكية النفس وليس المال

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ ‌يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٤٩) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾.

ونفهم من الآيات أمور:

 الأول: أن الهدف من الزكاة هو تزكية النفس وليس تزكية المال (يزكون أنفسهم).

الثاني: لا يستطيع احد أن يدعي بأن نفسه قد تزكّت، مهما فعل من أعمال، ومهما انفق من صدقات، بل الحكم في ذلك يعود لله تعالى وحده، ومن يدعي بأن الله تعالى قد زكّا نفسه لأنه أنفق على بعض المحتاجين فإنه يدخل نفسه في زمرة المفترين على الله الكذب، والافتراء محرم بنص الكتاب.

الثالث: أن هذه الآيات لا تحكي عن المسلمين أو المؤمنين الساعين للصلاح في دنياهم وأخراهم، بل هي تستهدف أولئك المرائين الكذابين الذين لا يبتغون إلا الشهرة والسمعة بين الناس.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(4): إقتنِ املاكا في الآخرة بمال الزكاة.. تعرّف على طريقة فعل ذلك

﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾.

ونفهم من الآيات أمور:

الأول: أن تزكية النفس وزكاتها تحصل من الايمان وعمل الصالحات.

الثاني: أن الجزاء الذي سيحصل عليه المتزكي هو الدرجات العلى.

الثالث: كل درجة من الدرجات العلى هي عبارة عن جنّة من جنات عدن، وليست الجنة الا قطعة من الأرض الغناء بالنخيل والاعناب والشجار والانهار وفيها ما تطيب به النفس وتلذ الأعين.

الرابع: كلما واظب المؤمن على إتيان الزكاة، فإنه يحصل على درجات عليا أكثر، وبالتالي أملاك اعظم من جنات عدن. والعكس بالعكس صحيح.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(5): لا فضل ولا منّة لمزكي على محتاج

﴿وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا ‌يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ

نفهم من الآية أن الأصل في ايتاء الزكاة، ان ينتفع المزكي بأن تتزكى نفسه، فلا منّة على فقير أو محتاج.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا 

(6): الفرق بين التقي والاتقى الذي يأتي وجه ربه الأعلى يتزكى

﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي ‌يُؤْتِي ‌مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١) ﴾.

ونفهم من الآيات أمور:

أولا: التقي هو المؤمن، والاتقى الذي يؤمن ويعمل عملا صالحا، بأن يؤتي ماله يتزكى.

ثانيا: الشرط في ان يكون إعطاء الزكاة عملا صالحا من نوع الاتقى هو أنه يبتغي به وجه ربه الأعلى، فلا ينتظر من الناس جزاء ولا شكورا.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هتا

(7): المحافظة على اخراج الزكاة يرتقي بالمسلم الى مقام (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ‌وَآتُوا ‌الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ‌وَآتَوُا ‌الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾    

ونفهم من الآيات:

أولا: إن إعطاء الزكاة هو عملية تقديم خير للنفس.

ثانيا: أن الخير المأمول من الزكاة يجده المسلم عند ربه، فلا ينتظر جزاء في غير محله.

ثالثا: حتى في الجنة هناك من يخاف ويحزن إلا اصحاب مقام (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فهؤلاء في الأمان من ذلك، وإنما يتحصل على هذا المقام من المحافظة على إخراج الزكاة.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(8): التفكير والانشغال بتجارتي الدنيا والآخرة

﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

نفهم من الآيات:

أنه مثلما يشغل الانسان عقله بالتجارة والبيع، فعليه ان يشتغله بحساب الزكاة وايتاءها، إما بتوجيه النية في الزكاة الرسمية، أو بفعلها شخصيا في الزكاة الفردية ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ ‌فَاعِلُونَ ﴾.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(9): الإنفاق ليس بالمال فقط

﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾.

ونفهم من الآية:

أولا: إن الانفاق أعم من أن يكون محصورا بالمال، فكل خير كالاشياء المادية أو المهارات، تملكه وتنفق منه فإن الله به عليم.

ثانياً: الجهات المستحقة للانفاق هي المذكورة في الآية.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(10): كل انفاق له تعويض إلهي

﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ‌فَهُوَ ‌يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾

(يخلفه) يعني يعوضه ويضاعفة إلى 700%

﴿مَثَلُ ‌الَّذِينَ ‌يُنْفِقُونَ ‌أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(11): مبطلات أجور الإنفاق ثماره

﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (٢٦٣) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾.

ونفهم من الآية أمور:

أولا: لا نفع ديني من مال ينفق في سبيل الله ثم يتبعه منّ أو أذى.

ثانيا: القول المعروف أو المغفرة خير من الصدقة التي يتبعها منّ أو اذى.

ثالثا: تبطل الصدقات بالمن والاذى.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(12): طريقة التثبيت أو تأكيد سبب الإنفاق عند الله

﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾  

أولا: التوجيه نحو انفاق الأموال بهدف محدد وهو ابتغاء مرضات الله.

ثانيا: (وتثبيتا من انفسهم) هو أن يتصدق على يقين بالثواب، وتصديق بوعد الله فيه.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(13): أنفق طيبا تحصل على أجر طيب وبالعكس

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ 

أولا: التوجيه إلى الانفاق من الطيب وليس الخبيث.

ثانيا: (ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه) أي لو كان الانفاق من الخبيث لكم فإنكم لن تأخذوه الا على مضض، لذا، لا تفعلوا مع الله ما لا ترضونه لأنفسكم.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(14): لماذا قد يتردد الإنسان عن الإنفاق؟

﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ 

كلما تردد الانسان من الانفاق بسبب شعوره بأن ذلك سيفقره، فليعلم أن هذا الخاطر من فعل الشيطان الذي لا يعد الا بالباطل. في  حين ان الله يعد بأن المنفق سوف يحصل على الفضل الواسع، فأنظر أي الوعدين تصدق.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(15): النذور لله وسيلة هامة لتفعيل الإنفاق في سبيل الله

﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾.

ونفهم من الآية الكريمة:

أنَّ النذر وسيلة من وسائل الانفاق في سبيل الله.

على إنا نفهم بأن النذر هو فرض يفرضه المؤمن على نفسه، وبالتالي فعليه أداءه في جميع الأحوال، بصرف النظر عن سببه. فمثلا: إن نذر شخصا أن يطعم عشرة مساكين إن نجح ولده في الإختبار الدراسي، فإن عليه ان يوفي النذر ويطعم المساكين العشرة سواء أن نجح الولد في الاختبار أم فشل. فالأصل في النذر هو استثمار الظرف في التقرب الى الله تعالى بالاعمال الصالحة وليس تقديم رشوة لله قابلة للاسترداد.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(16): لا إكراه في الإنفاق

﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾، وفيها:

ونفهم من الآية أمور:

أولا: ليس على القائم بحملات جمع التبرعات ان يهدي الناس لبركة الانفاق، فالله هو الذي  يهدي لذلك من يشاء.

ثانيا: الانفاق ليس من المال فقط، بل هو من أي خير يملكه الانسان.

ثالثا: أثر الانفاق من الخير الروحي يعود لنفس المنفق وليس للمحتاج.

رابعا: لكي يعود الخير لنفس المنفق فعليه ان يوجه النية للانفاق ابتغاء وجه الله.

خامسا: وعد الله بأن كل ما ينفق من الخير يوفى للمنفقين كاملا.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(17): تعريف الفقير في القرآن الكريم

﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ  وما تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾.

ونفهم من الآية الكريمة:

أولا: الفقير: هو المضطهد دينيا أو لأجل دينه، فخرج أو إخرج من عمله أو بلده كرها لا طوعا، وتكالبت عليه الظروف فلا يستطيع ان يعمل.

ثانيا: الفقير لا يسأل الناس، بل يتعفف لدرجة ان الجاهل يحسبه غنيا.

ثالثا: الانفاق على الفقراء من الخير فإن الله به عليم ويجازيه بالجزاء الأوفى.

خامسا: وعد الله بأن كل ما ينفق من الخير يوفى للمنفقين كاملا.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(18): اجعل الانفاق هدفاً مستداما

﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

ونفهم منها:

أولا: التنبيه إلى ان هناك إناس لا هم لهم في الليل والنهار، في السر والعلن، شغلهم الشاغل، إيجاد السبل للانفاق في سبيل الله. ولعل من هؤلاء النشطاء والجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والحملات التي يقومون بها.

ثانيا: ان من يكرس نفسه لهذا العمل الصالح، فجزاءه الحصول على قسمي العطايا الإلهية، وهما: الاجر والمقام، ومقام هؤلاء هو الولاية، لقوله تعالى: ﴿‌أَلَا ‌إِنَّ ‌أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، فما دام جزاء الناشط في الانفاق ان يكون ممن (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، فسينال منصب الولاية.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(19): كن قوّاما وإيّاك والاسراف أو نقيضه الإقتار

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾.

نفهم من الآية الكريمة:

 أولا: أن الانفاق يجب ان يتوسط بين الاسراف والاقتار.

ثانيا: الاسراف: لا يكون الا في الحلال، بخلاف التبذير الذي لا يكون الا في الحرام.

ثالثاً: والاسراف هو التخبط في الانفاق بلا هدى، ومن امثلته ذلك التخبط:

– ان ينفق على من يستحق ولا يستحق.

– ان يبالغ في العطاء بما يفوق حاجة المحتاج.

– أن ينفق بقدر يجعله هو يكون معوزا وبحاجة لمن ينفق عليه.

رابعاً على الجملة:المسرف  هو الذي لم يفرق بين انفاق الرزق وبين الانفاق من الرزق، والنص يقول: ﴿‌أَنْفِقُوا ‌مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ﴾، فهو يتجاوز الحد بحيث يعطي من لا يستحق، ويزيد في العطاء بلا مبرر.

خامساً: (الاقتار) عكس (الاسراف)، فالاقتار هو المبالغة في التدقيق لتقليص الانفاق وتضييقه، مثاله: ان الشخص ومع المكنة فلا ينفق على عيالة الا اقل القليل، فإذا اشترى ثوبا لهم اخذ ارخصه، واكتفى به حتى يهترئ. فالمقتر هو الذي لا ينفق الا كرها.

سادساً: (القوّام) هو الذي يقوم الامر بالقسط، فيضع الأمور في نصابها، يزيد في الانفاق أو يقلص بحسب مقتضيات واقع الحال، فعلى الجملة هو الذي يجتهد في تقدير الأمور بمقاديرها، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا ‌قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ﴾.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(20): اشتغل بتجارة الإنفاق

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾.

ونفهم من الآيات الكريمة:

أولا: تشجع الآيات الكريمة على النظر إلى الانفاق على انه تجارة.

ثانيا: توجه على الرجاء، فالمنفق يحق له ان يرجوا بأن تكون تلك تجارة رابحة غير بائرة.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(21): إنما نحن مستخلفين فيما نملك

﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ 

الآية تبين للناس انهم ليسوا بمالكين حقيقيين للمال أو سواه، بل هم مستخلفين فيه ليس إلا، فمن ينفق فإنما يؤدي شيئا مما استئمن عليه لا أكثر.

وأما الاجر والثواب فهو مكافئة أتت مقابل حفظ الأمانة وأداءها لإهلها.

فيا أهل الإيمان ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا ‌الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(22): البر من مقامات الآخرة وسبيله الإنفاق

﴿لَنْ تَنَالُوا ‌الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ 

البر: هو من مقامات الدين الروحية، والآية تبين بأن هذا المقام لن ينال الا بالانفاق من كل ما يحبه الانسان.

يجب التمييز بين: انفاق ما تحب وبين الانفاق مما تحب، فالاخير هو ان تعطي شيئا مما تحب وليس جميعه.

فاذا كنت تحب قيادة السيارات فانفق وقتا وجهدا لتعليم الناس أصول القيادة.

واذا كنت تحب الطبخ فانفق وقتا في تعليم الناس والطبخ لهم.

واذا كنت تحب البرمجة، فساعد من يسألك الحاجة في ذلك وبخاصة لمن لم يملك المال لذلك.

واذا كنت تحب النظافة، فاخرج من دائرة المنزل إلى السيارة ومكان العمل والخارج، ولسوف يتوسع لك الوقت لتمد يد المساعدة في الحي والمجتمع.

وإذا كنت تحب الكلام كثيرا، فانفق بعض الكلام في سبيل الله بالإصلاح بين الناس، وبنشر ثقافة التواد والتراحم، فالكلمة الطيبة صدقة. وتحدث مع المقربين لا بلغة المعلم او المربي بل بلغة المتسائل المذكر الحاث النفس قبل الاخر على ما ينبغي فعله من الصالحات.

وهكذا، فباب البر واسع متسع وهو يتلخص بالقول:  البرهو الانفاق مما تحب من المال أو ألقول أو العمل.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(23): ما الذي يترتب على من يتجاهل دعوة الانفاق

﴿هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ 

ونفهم من الآية الكريمة:

أولا: الآية عبارة عن تذكرة دعوة للانفاق.

ثانيا: من يبخل فإنما يبخل على نفسه وليس على المحتاج.

ثالثا: من لا يستجيب للدعوة، فإن القانون الديني يقضي باستبداله بغيره.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(24): الإنفاق مطلوب في العسر كما في اليسر

﴿الَّذِينَ ‌يُنْفِقُونَ ‌فِي ‌السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ 

ونفهم من الآية:

ان الانفاق لا يكون في حالة اليسر فقط، بل في جميع الحالات، ولو كان الانسان واقع في مضرة، والسبب ان فعل ذلك يفتح أبواب الفرج للمنفق في الدنيا والآخرة.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(25): لا اعفاء من الانفاق

﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ ‌لَا ‌يَجِدُونَ ‌مَا ‌يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ 

هذه الآية تضع الحد الفاصل بين من عليهم الانفاق وبين من لا حرج عليهم إذا لم ينفقوا، فالوحيد المعفي من الإنفاق المالي هو الذي لا يملك ما ينفق منه، وحتى هذا فعليه الإنفاق المعنوي لكي لا يخسر بركة الإنفاق، وإنفاقه يكون بالنصيحة لله ورسوله {صلى الله تعالى عليه وسلم}.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(26): أنفق ولو قليلا

﴿‌وَلَا ‌يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

 نفهم من الآية الكريمة  ان النفقة مقبولة ولو كانت صغيرة.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا

(27): لا يصح الإنفاق مع أذى النفس

﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‌وَلَا ‌تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ 

يجب ان يكون الاحسان حسنا، فلا يصح ان يقترن الانفاق بأي يؤذي الانسان نفسه أو من يعول.

.

للإنفاق في سبيل الله إضغط هنا